فرنسا تخلّد ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى
في هذا اليوم : الحادي عشر نوفمبر، تخلد فرنسا ذكرى اتفاق الهدنة التاسعة والتسعين لنهاية الحرب العالمية الاولى . إذْ تم التوقيع في يوم 11 نوفمبر من سنة 1918 ، على هدنة وضعت حدا نهائيا لمعارك الحرب العالمية الأولى التي حصدت أرواح أكثر من 18 مليون أوروبي ، بينهم ثمانية ملايين من المدنيين. وتجسد هذه الهدنة انتصار الحلفاء على ألمانيا.
تم عقد الهدنة داخل قاطرة مزودة بمطعم، اجتمع فيه الحلفاء من جهة وممثلو امبراطورية ألمانيا من جهة أخرى ، وعقدوا اتفاق الهدنة عند الساعة الخامسة والربع فجرا ، وبدأ سريان عمل الإتفاق فعليا عند الساعة الحادي عشرة ضحى.
وعند الساعة الرابعة عصرا ، قام السياسي الفرنسي الشهير جورج كليمانصو بإلقاء خطاب عام في قصر مجلس الأمة Assemblée nationale، ذكر فيه شروط الإتفاق ، وأثنى على الأمة الفرنسية.
وكان مثّلَ الإتفاق من جهة فرنسا ، الجنرال فرديناند فوش Ferdinand FOCH ، القائد الأعلى لقوات التحالف، والأميرال البريطاني روسلين ويميس Rosslyn Wemyss ، أما ألمانيا ، فكان يمثلها عند التوقيع ، رئيس الحكومة آنذاك ماتياس أرزبرجر Mattias Erzberger والجنيرال دتلوف فون وينترفلد Detlof Von Winterfeldt ، وشخصيات عسكرية أخرى.
أهم البنود التي وقعت عليها الأطراف المتنازعة
- الوقف النهائي لكل أعمال العدوان ، جوا، وبرا، خلال ست ساعات من توقيع الإتفاق.
- الخروج المباشر من الدول المحتلة : بلجيكا، فرنسا، لوكسمبورغ
- أن يتخلى الجيش الألماني عن كل أسلحته الصالحة للإستعمال، التي تركها في ساحة المعركة
- في كل الدول التي تم إخلاؤها ، يُحظر إجلاء السكان أو مصادرة ممتلكاتهم ، كما يحظر متابعة أي شخص أو مجموعة من الأشخاص بتهمة المشاركة في الحرب
- إجلاء كل القوات الألمانية من مناطق إفريقيا الشرقية التي دخلها الجيش الألماني
- تمتد مدة هذه الهدنة ستة وثلاثين يوما، قابلة للتمديد…
الحادي عشر نوفمبر ، يوم عيد رسمي على كل التراب الفرنسي
تحتفل كل المناطق والجهات ، والبلديات الفرنسية في هذا اليوم؛ فينظمون تجمعات يحضرها مسؤولو الدولة ، والمنظمات المدنية ، وممثلو الأحزاب السياسية ، ويمشون جماعات وفرادى باتجاه تماثيل وأضرحة الجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى … ثم يخطب فيهم عمدة المدينة خطابا رسميا، ويليه الإعلان عن ذكر أسماء ” الشهداء” الذين ماتوا في المعارك، ثم يضع العمدة الزهور على الأضرحة. ويختمون بدقيقة صمت على أرواح القتلى.
أما في باريس ، فيذهب رئيس الجمهورية إلى قوس النصر ، ويشعل النار في قبر ” الجندي المجهول” ، ويحضر الإجتماع ممثلو الدولة من وزراء ومستشارين، كما يحضره ممثلو جمعيات المقاتلين القدامى؛ وكبراء أهل السياسة والعسكر، فيتبادلون التحايا مع رئيس الجمهورية …