مسجد أفري كوركورون Evry Courcouronnes

هو الممثل الأكبر للإسلام المغربي في فرنسا .. وهو مسجد كبير جدا ، مساحته الاجمالية تبلغ سبعة آلاف  متر مربع و له منارة طولها 25 متر ، و يعتبر أحد أكبر المساجد في أوروبا بعد مسجد روما ومسجد بيت الفتوح في لندن.

يقع في الضاحية الجنوب-شرقية  من باريس على بعد 26 كلم من العاصمة . وهو تابع رسميا للسلطات المغربية.

بُني هذا المسجد في مطلع الثمانينات وقد بدأ البناء الفعلى سنة 1984 م.  وواجه بناؤه في البداية صعوبات مالية جمة وكاد أن يتوقف المشروع  لولا تدخل رجل أعمال- يُقال أنه سعودي – اسمه “أكرم عجة ” حيث موّل كل المشروع حتى اكتمل البنيان.. أما  زخرفة المسجد الداخلية فقد مولتها مؤسسة الحسن الثاني. وبعد عشر سنوات من التعثر والخلافات الشخصية والمصالحية والتنازع بين القائمين عليه اكتمل أخيرا بناء المسجد في سنة 1994م.

تسع الطاقة الاجمالية للمسجد خمسة آلاف مصل. وفيه مدرسة لتعليم اللغة العربية تحوي تسعة أقسام.

وبين هذا المسجد ومسجد باريس الكبير تقع صراعات و خصومات مستمرة، تشوّه دائما سمعة المسلمين المقيمين في فرنسا وتبيّن مدى شرخ الفرقة بين ممثليهم. ولعل هذا الخلاف يرجع في أصله إلى طبيعة العلاقة القديمة  المتوترة بين المغرب  والجزائر بسبب قضية الصحراء.

ويقوم المسجد أيضا ، ببعض الأعمال التجارية، من خلال مراقبة اللحوم الحلال، وتوزيع ملصقات تبرهن على حلّية اللحوم المستعملة في المتاجر والأسواق. ويجني المسجد منها أموالا معتبرة. ونفس الشيء يقوم به مسجد باريس الكبير ، وبينهما منافسة كبيرة في هذا الميدان.

اتهامات مسؤولي المسجد بسوء التسيير

وقع سجال قضائي  ضد مسؤولي المسجد، حين قدّمت الحكومة المغربية مبلغ مليوني ومائتي ألف يور ، من أجل تجديد المسجد …

وقد ذكرت بعض الصحف آنذاك ، أن بعض الفواتير الخاصة بنفقات المسجد مختفية ، ولا توجد أدلة مالية على بعض الإنفاقات التي أجراها مسؤولو الجمعية التي تتولى تجديد المسجد.

وفي تصريح له عن القضية، قال وكيل الجمهورية في مدينة أفري السيد لالمان Lallement أن ” التحقيق يهدف إلى تحديد استعمال الأموال التي قدّمها المغرب للمسجد ، أو وهبها له بعض المحسنين، وإلى تحديد ما إذا كان ثمت اختلاس للأموال”

وفي هذا الصدد ، يقول عبد الرحمن عمراني، الذراع الأيمن لرئيس المسجد  ” لو كنا اختلسنا شيئا من الأموال، لكنا فعلنا ذلك أثناء أسفارها إلى السعودية، حين كنا نحمل حقائب من الأموال”

ويضيف السيد عمراني، في تبريره لصرف أموال دون فواتير أنه ” كانت ثمت أعمال غير مكتملة في المسجد، أو أنها أجريت بطريقة غير صحيحة، فاضطُررنا إلى إعادة تلك الأعمال عن طريق أشخاص آخرين قادمين من أسبانيا ومن إيطاليا” دون فواتير.

أما رئيس المسجد ، خليل مرون، فيدافع قائلا ” لقد بنينا أحد أكبر المساجد في أوروبا، دون أي مساعدة مالية من الدولة”

لكنه في نفس الوقت يلقي باللائمة على زملائه قائلا ” كان بإمكانهم أن لا يعملوا بهذه الطريقة”.

على كل حال، ورغم هذه السلبيات، إلا أن مسجد أفري، يلعب هو الآخر، دورا كبيرا في توعية الجاليات المسلمة الكثيفة المتواجدة في مدينة أفري، ويسهر على تقديم النصائح والإرشادات الدينية لمن يطلبها. ويقوم بتدريس صغار المسلمين مبادئ الدين، وأصول اللغة العربية .

إن تمويل المملكة المغربية لهذا المسجد، يلقي بالمزيد من الشكوك حول استقلالية المساجد في فرنسا، وحول احتمالية تبعيتها لدول أجنبية تستعمل المساجد لتمرير خطابات سياسية مغطاة بغطاء الدين، أو تستعملها لمراقبة المهاجرين المنتمين لهذه الدول الممولة.

وللأسف ، فإن هذه التمويلات منتشرة في الكثير من مساجد فرنسا، وتخل بمصداقية المسجد ، وحياديته ، واستقلاليته. وتجعله تابعا لقنصلية هذا البلد أو ذاك، مما يعقد قضية اندماج المسلمين في فرنسا وممارسة لشعائر دينهم وفقا للسياق الجديد الذي هم فيه.

 

 

 

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *