هيأة أعمال الإسلام ، ح 1

مؤسسة FOIF

لفظة FOIF هي اختصار لكلمة Fondation pour les œuvres de l’Islam ، وهو ما يمكن ترجمته بـ :  مؤسسة الأعمال لصالح الإسلام.

تأسست هذه المؤسسة لأول مرة في مايو 2005 ، بمبادرة من وزير الداخلية آ نذاك دومينيك دوفيلبان Dominique De Villepin. لكنها ظلت نائمة بسبب الخلافات الدائرة بين أعضاء مجلس إدارتها المنتمين إلى  دول مغاربية عدة…

تهدف المؤسسة حسب ديباجتها إلى تمويل نشاطات الإسلام في فرنسا بشكل شفاف  .. ويتجه هذا التمويل أساسا إلى بناء المساجد وصيانتها، و إلى تكوين أئمة علمانيين على الطراز الفرنسي.

ويقوم مبدأ مؤسسة FOIF  على تجميع المحصولات المالية من قروض وهبات يقوم بها فاعلو الخير، ووضعها في حساب للمؤسسة، لتُستخدم في تسيير الشؤون الخاصة بدين الإسلام. لكن المشكلة تكمن في أن هذه المؤسسة هي مكونة من عدة جمعيات إسلامية متشاكسة أصلا فيما بينها مثل : الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنساFNMF  المحسوبة على المغرب،  و مسجد باريس الكبير وجمعياته المتفرعة منه، والمحسوبة كلها على الجزائر  ، واتحاد المنظمات الإسلامية المحسوب على الإخوان، إضافة إلى مجلس الديانة الإسلامية CFCM  الذي أسسته الدولة الفرنسية ليتكلم رسميا باسم المسلمين في فرنسا.. كافة هذه الجمعيات لها مصادرها التمويلية الخاصة ولا تريد أن تذهب أموالها إلى حساب خاص تابع لمؤسسة FOIF  الجديدة… هنا بدأت العقبة الكبرى التي أدت في النهاية إلى موت المؤسسة في مهدها.

ظروف إحياء مؤسسةFOIF  :

بسبب الخلافات الشخصية بين مسؤولي المسلمين، ظلت مؤسسة FOIF  ميتة طيلة عشر سنوات ، إلى أن حصلت أحداث مقتلة الجريدة المسيئة “شارلي أبدو” ، مطلع يناير 2015 ، والتي مات فيها صحفيون كانوا يرسمون كاريكاتورات مستهزئة برسول الله صلى الله عليه وسلم .

حينها صرح الوزير الأول الفرنسي مانويل فالز قائلا أنه ( من اللازم حظر تمويل الإسلام الفرنسي على بعض الدول الأجنبية)  يعني بذلك بعض الدول الخليجية ذات الإيديولوجية المتطرفة.. بعد ذلك بأشهر كتب الوزير الأول مقالا في صحيفة تسمى JDD، دعا فيه إلى تأسيس  ( ميثاق جديد مع الديانة الثانية في فرنسا.. يتم هذا الميثاق عبر إنشاء مؤسسة من أجل إسلام فرنسي[1]) ..

ثم بدأت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية في إنشاء المؤسسة الجديدة، وقد توسعت أهدافها من تسيير المساجد، وتنظيم بنائها، إلى تمويل بعض الرسائل والأطروحات الجامعية ذات الصلة بالإسلام، وكذا تنظيم عمليات ذبح الأضاحي كل عام، في المجازر المنتشرة على التراب الفرنسي.. ويقول وزير الداخلية الفرنسي آنذاك، برنار كازنوف Bernard CAZENEUVE أن ” المؤسسة الجديدة تهدف إلى دعم المشاريع المتعلقة بالتربية والشأن الإجتماعي والثقافي لمسلمي فرنسا.. كما أنها تدعم التعريف بدين الإسلام والثقافة الإسلامية، عبر المعارض، والإنتاجات السمعية- البصرية، والرقمية. وسوف تدعم كل المشاريع التي من شأنها إدماج الإسلام في المجتمع الفرنسي”

ونظرا لأن قانون العلمانية لسنة 1905 يحظر على الدولة تمويل أي نشاط ديني،  فسوف تتأسس – إلى جنب مؤسسة FOIF – جمعية دينية مستقلة Association cultuelle تقوم بتسيير الجانب المالي المتعلق ببناء المساجد و إصلاحها وترميمها ، و هذه الجمعية ستشكِّل العضد المالي الذي تعتمد عليه مؤسسة FOIF. ولا شك أن هذه الجمعية سوف تكون طبعا تحت مراقبة وزارة الداخلية، وستُصنع على عينيها، ولن يكون أعضاؤها إلا من الملإ التابعين للقنصليات الأجنبية لبعض الدول المغاربية والخليجية.

مصادر التمويل :

حصلت المؤسسة على مليون يورو أعطاها رجل الأعمال اليهودي سرج داسوSerge DASSAULT . هذا الرجل يملك مصانع لصناعة وبيع الأسلحة والطائرات، وهو نائب في البرلمان، وله سوابق فساد شهيرة . وإني لأعجب كل العجب من يهودي يهَب مليون يورو لمؤسسة تقوم ببناء المساجد ورعاية الإسلام. لكن، الذي لا شك فيه هو أن هذه العطية لا يراد بها وجه الله.. وإنما هي انعكاس لهذا التدخل الصهيوني – الذي أشرت إليه آنفا – في تسيير شؤون الإسلام الفرنسي. وسوف تشكّل هذه العطية – لا شك – عملة ضغط على القائمين على المؤسسة الوليدة لإملاء الرغبات والأهواء التي تريدها فرنسا منهم.

 

هوامش

[1]  جورنال JDD، مقال للوزير الأول ،  بتاريخ 31 يوليو 2016.

 

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *