الرئيس الفرنسي: الإسلام يعيش أزمة دولية . (مقاطع من خطاب الرئيس)
أمام جمع غفير من السلطات الدينية ، المسيحية واليهودية والإسلامية، قال الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في خطاب له بمناسبة بداية العام الجديد ، متوجها إلى ممثلي مسلمي فرنسا :
( سيكون خطابي عن العلمانية محايدا، مباشرا، وصارما. ويجب أن نقوم معاً بعملٍ ما إزاء تنظيم الإسلام في فرنسا. هذا العمل هو الشرط الأساسي لكي لا تقعوا في شراك انقسامات دينكم و في فخ الأزمة الدينية التي يعيشها الإسلام على المستوى الدولي)
أما عن مبدإ العلمانية في فرنسا، فيقول الرئيس :
(إن هذه العلمانية على الطريقة الفرنسية، والتي تفاجئ جيراننا أحيانا ، لَتعتبر إسمنتا صلبا لبلدنا الذي مزقته الكثير من الإضطرابات والحروب الدينية… وسأكون يقظا أمام كل المحاولات التي تريد إرجاع ما خرج من باب الدين وإدخاله من نافذة السياسة…
إن الجمهورية لا تريد من أي أحد أن يتخلَّ عن دينه. لكن من أجل بناء الوطن لا بد لكل أحد أن ينسى فروقه وأن يذيبها في المصلحة الوطنية العامة ، وأن يعمل يوميا لئلا يقع ما لا تحمد عقباه في المجتمع. وبعبارة أخرى، فإني لن أطلب من أي مواطن أن يكون وسطا في دينه ، أو أن يكون متوسطا في إيمانه بالله، لكني سأطالب دائما من كل مواطن أن يكون محترِما لقواعد الجمهورية …
وفي شأن التوترات الواقعة في الشرق الوسط ، يقول الرئيس ماكرون :
(يجب علينا أيضا – في هذه السنة الجديدة – أن نحْذَر من استيراد الإضطرابات الدينية التي تحدث في أرجاء العالم، وأحيانا في قلب الدين الواحد ، وهنا أعني الإسلام بالذات ، وفي هذا الصدد فإن مسؤليتكم ، ومسؤوليتنا عظيمة جدا ) انتهى الإستشهاد
هذا، وقد حضر هذا الخطاب ممثلون من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المعروف اختصارا بـ CFCM ، وهم : أحمد أوغراس، من أصل تركي، وهو يرأس مجلس الـ CFCM، وأنور كبيباش ، من أصل مغربي، وهو نائب لرئيس المجلس المذكور.
ويلاحظ المراقبون للساحة الإسلامية في فرنسا، أن هذا المجلس ، لا يمثل إلا الإسلام الرسمي الذي تريده السلطة الفرنسية والسلطات المغاربية وبعض الدول العربية الأخرى. وهذا المجلس بعيدٌ كل البعد عن تطلعات عامة المسلمين هنا في فرنسا، وأغلبهم لا يرى فيه تمثيلا حقيقيا لدين الإسلام، بقدر ما يرى فيه أنه مجلس متسيس يسعى لتحييد الدين ، وإقصائه عن الفضاء العام، وتهميش النساء ، خاصة اللواتي يرتدين بعض الرموز الدينية.