الاتحاد الاسلامي التركي للشؤون الدينية ( DITIB)

هي جمعية تابعة للدولة التركية وترعى شؤون الاتراك خاصة. وهي الذراع الفرنسي لإدارة الشؤون الدينية في تركيا. لها دور كبير في نشر الإسلام في فرنسا، كإنشاء كلية دينية خاصة في مدينة سترزبورغ Strasbourg  لتكوين الأئمة الأتراك. وتسمى كلية الدين الإسلامية Faculté de théologie musulmane.زارها وزير الخارجية التركي داوود أوغلو  في شتاء 2012.

تقدم هذه ا لكلية الدروس الاسلامية باللغة التركية وبالتالي فهي ليست سهلة الدخول على الطلاب من ذوي الثقافات العربية والأفريقية. والهدف الأساسي من الكلية كما يقول مؤسسوها هو توطيد العلاقة بين أفراد المهاجرين الأتراك في المهجر.

وتوجد جمعيات تركية أخرى متعددة في جميع أنحاء فرنسا وأغلبها علماني لا يهتم بالدين.

والأتراك في فرنسا منعزلون تماما عن المسلمين الآخرين ، ولا تراهم يصلون إلا نادرا في المساجد ذات الأغلبية العربية. بل لهم مساجدهم وأئمتهم ، وهم في منتهى النظام والهدوء والإندماج وحسن الخلق،  عكس المسلمين العرب . وفي رمضان يصلون التراويح بسرعة غريبة جدا ومختلفة تماما عن أسلوب التراويح التقليدي الذي يصلي به المسلمون من أصول عربية؛ فعندنا يقرأ الامام ما يعادل حزبا من القرآن  أو حزبين على ثماني ركعات ، وهم يصلون التراويح بالسور القصار و بقيام وركوع سريعين جدا  يفتقدان  لركني الإعتدال الطمأنينة اللذان هما من أركان الصلاة عندنا في المذهب المالكي. وكثيرا ما تجد في مساجدهم محلات تجارية ومقاهي ومطاعم في نفس باحة المسجد أو في طابقه العلوي. و يتميزون غالبا بقصر الباع في العلم الشرعي ونقص حاد في الفهم العميق لدين الإسلام. إلا انهم في وحدتهم ونظامهم يبقون أحسن حالا ، وأكثر تنظيما واتحادا من بقية المسلمين من أصول عربية.

تركيا ترأس لأول مرة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية CFCM

وفي السنوات الأخيرة، بدأ الأتراك ، وخاصة السلطات الرسمية، تهتم بشؤون الإسلام في فرنسا. مما حدا بهم لتقديم مرشح عنهم  إلى منصب رئيس ” المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية CFCM ” ، ونجح هذا المرشح ، بفعل ضغوط تركية سرية على الدولة الفرنسية.

الرئيس الجديد لمجلس الـ CFCM يُدعى أحمد أوغراس Ahmed OGRAS . وهو أول مسلم من اصل تركي يترأس مجلس الديانة الإسلامية منذ تأسيسه سنة 2003 من طرف الرئيس الفرنسي الاسبق ذي الأصل اليهودي ، نيكولا ساركوزي… قبل ذلك،  كان يتعاقب على المجلس كل من المغرب والجزائر، دون أن ينافسهما أحد.

يُنتقد على “أحمد أوغراس” قربه الشديد من الرئيس التركي أردوغان، كونه أحد المؤسسين لاتحاد الديموقراطيين الأتراك في أوروبا. وهي منظمة سياسية يرعاها طيب أردوغان نفسه.

هذا، و يعتب بعض المراقبين على الرئيس التركي الجديد، أحمد أوغراس، كونه تربى في فرنسا، ونشأ فيها، وأنه رجل أعمال، ولا يملك أي ثقافة إسلامية صلبة تؤهله لتولي رئاسة مجلس يهتم بشؤون الدين. إلا أنه من المهم – في هذا السياق- أن نلاحظ  أن الرؤساء السابقين ، من المغرب والجزائر، الذين تعاقبوا على رئاسة المجلس ليس لهم أي مستوى في الثقافة الإسلامية. فمنهم التقني ،ومنهم الأستاذ في الرياضيات، ومنهم الطبيب،  ولا علاقة لهم بالدين والشريعة لا من قريب ولا من بعيد ، إلا ما كان مما وجدوا عليه آباءهم.

وكيف برجال من هذا الطراز ، لا خبرة لهم بشؤون الدين،  أن يتولوا تسيير شؤون الأئمة، ووضْع مواثيق خاصة بالإمامة في فرنسا، وبإلقاء خطب الجمعة وتدريس علوم الشريعة؟ لكنه النشاز الذي تعود المسلمون عليه في تسيير شؤون دينهم في هذه البلاد. ولكي تتصور المسألة بشكل أوضح، لك أن  تتخيل مهندسا فرنسيا كاثوليكيا يُعهد إليه بتسيير شؤون الكنيسة!! لكن للاسف ، هذا هو الذي يحصل مع الإسلام في فرنسا، يتولاه رجال لا اختصاص لهم في الدين ولا دراية.

ولعل هذا العامل المشترك،  أعني نقص المستوى الديني لدى كل رؤساء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وعدم معرفتهم بشؤون الدين، هو الذي يحفز الحكومة الفرنسية على المواصلة في رعاية هذا المجلس، إذْ لا تريد فرنسا أن يتولى شؤون المسلمين أي شخص له دراية بالثقافة الإسلامية، خوفا – ربما –  من تفشي ما يسمونه ” التطرف الإسلامي” في إدارات المجلس.

 

هامش

انظر كتاب ” فرنسا التي رأيت ” للمؤلف محمد عبد الله ولد المرواني.

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *